تفاصيل المدونة

التصحيح الفوري والإجراء التصحيحي
Aug 02, 2025

التصحيح الفوري والإجراء التصحيحي

مقدمة

مما لا شك فيه أن التعامل مع المشكلات في أي نظام إداري للجودة، وخاصة في مجال سلامة الغذاء، يبدأ غالبًا بخطوة أساسية وهي "التصحيح". هذا التصحيح قد يكون كافيًا أحيانًا لاحتواء المشكلة فورًا، وقد يتطور في حالات أخرى ليصبح جزءًا من إجراء تصحيحي أوسع هدفه إنهاء السبب الجذري للمشكلة ومنع تكرارها مستقبلاً.

أولاً: الفرق الجوهري بين التصحيح والإجراء التصحيحي

التصحيح Correction:
هو الإجراء المتخذ بشكل فوري لاحتواء المشكلة أو الحالة غير المطابقة عند اكتشافها. أي أنه يركز على حل المشكلة في الوقت الحالي دون التطرق لبحث الأسباب الجذرية.
مثال: التخلص من منتج غير مطابق أو إعادة فرزه أو تصحيحه قبل خروجه من المنشأة.

الإجراء التصحيحي Corrective Action:
هو إجراء منهجي يُتخذ بعد تقييم المشكلة وتحديد أن هناك سببًا جذريًا أدى إلى حدوثها. يهدف الإجراء التصحيحي إلى منع تكرار المشكلة مستقبلاً من خلال تحليل السبب الجذري Root Cause Analysis واتخاذ خطوات لمعالجة هذا السبب.

ثانيًا: متى نكتفي بالتصحيح؟ ومتى نحتاج إلى إجراء تصحيحي؟

وفقًا لما ورد في البند العاشر من مواصفة ISO 22000، فإن التقييم هو الأساس لاتخاذ القرار الصحيح:

إذا كانت المشكلة طفيفة أو فردية، ولا تؤثر على سلامة الغذاء أو كفاءة النظام بشكل كبير، وكان احتمال تكرارها ضعيفًا – يمكن الاكتفاء بـ التصحيح الفوري.

أما إذا كانت المشكلة متكررة، أو ذات أثر واضح على سلامة المنتج أو كفاءة النظام أو التكلفة، فإنها تستدعي إجراء تحليل للسبب الجذري واتخاذ إجراء تصحيحي.

ثالثًا: توضيح العلاقة بين التصحيح والإجراء التصحيحي

في كثير من الأحيان، يبدأ التعامل مع المشكلة بتصحيح فوري، لكن بعد التحليل يتبين أن هناك نمطًا متكررًا أو سببًا جذريًا. في هذه الحالة، يتحول التصحيح إلى جزء من إجراء تصحيحي أشمل.
مثال: اكتشاف منتج غير مطابق يتم سحبه فورًا (تصحيح)، ثم بعد التحليل يتبين أن السبب هو فشل في نقطة التحكم الحرجة CCP، فيتم تعديل إجراءات المراقبة أو تدريب العاملين (إجراء تصحيحي).

خاتمة

من المهم في أنظمة إدارة سلامة الغذاء التمييز بين التصحيح والإجراء التصحيحي، لأن كل منهما له دور محدد في تحسين الأداء ومنع التكرار. كما أن القدرة على تقييم مستوى الخطر والتأثير للمشكلة هو ما يميز نظامًا فعالًا عن آخر.

  • الوسوم:

اترك تعليقًا